الأطفال وفرحة الصيام .
السلام عليكم .
ما إن يأتي شهر الصيام - شهر رمضان - إلا وتزدان الدنيا بهجة وسرور ، ويسعد الناس بقدومه كبيرهم وصغيرهم ولا تقل فرحة الصغار عن الكبار ، فالكل متشوق لهذا الشهر الكريم ، ولنفحاته وأجوائه وبرنامجه الجميل ، لكن لكل فئة عمرية طريقة للفرح والابتهاج ، وللتعبير عن السرور والاشتياق .
ونحن في مقالتنا هذه نلقي الضوء على فرح الأطفال بقدوم شهر الصيام ورغبتهم في الصيام تقليدا لوالديهم ورغبةً منهم في الاستفادة من :
نظامه الجميل الذي لا يتكرر إلا مرة واحدة في كل عام .
وقد نجد أن بعض الأمهات أو الآباء يشجعون الطفل على الصيام قدر المستطاع ويحببونه إليه ويساعدونه عليه ، بينما هناك بعض الأمهات أو الآباء لا يرغبون بصيام الطفل بحجة أنه صغير ولا يتحمل ولا يكونون عوناً للطفل باغتنام الفرحة وتجربتها قدر المستطاع .
لكن ومن خلال تجاربنا مع أطفالنا في شهر الصيام فإننا اتبعنا بعض الخطوات البسيطة لتعويد الطفل على الصيام بدون تعب ، وتحبيبه لنفسه حتى ينشأ محباً للصوم راغباً بالصيام أيضاً من تلقاء نفسه .
وإليكم الخطوات :
1- ترك مجال للفرحة بقدوم شهر الصيام في نفس الطفل ومشاركته مع أفراد عائلته قدر المستطاع ولو بالصيام لثلاث ساعات مثلاً .
2- إخبار الطفل أنه يكفيه الصيام للظهر مثلا أو أقل أو أكثر حسب قدرة الطفل على ذلك .
3- ترك مجال للطفل بشرب الماء إن طلب ذلك ، وعدم استخدام التهويل والتعنيف والتذمر من طلبه ، فالكثير من الأطفال لا يؤلمه ترك الأكل بل يؤلمه ترك الشرب .
4- مدح الطفل والثناء عليه أمام أفراد عائلته وتقديم هدية بسيطة له مهما كانت قيمتها لتحفيزه على الصيام والتعود عليه حتى وإن لم يتم صيام يوماً كاملاً .
5- عدم ترك الطفل على راحته بشكل كامل إن كان في المرحلة الابتدائية ولم يطلب الصوم من تلقاء نفسه .
( فلا بد من تعويده قدر المستطاع ، ولا بد من طلب الوالدين والإلحاح على تجريب الطفل للصيام ولو لساعات فقط )
6- الطلب من الطفل البالغ من العمر ثماني أو تسع سنوات الصوم طيلة النهار و لو لأيام متفرقة فلا بد من تعويده وفتح المجال لترويض النفس على الصيام في المستقبل .
7- السماح للأطفال في المرحلة الابتدائية بالاستمرار في الصيام إن كانت صحتهم تسمح بذلك فإن وجدنا التعب بدا عليهم نعطيهم فرصة للراحة وتنشيط الجسم واستعادة القوة ثم العودة للصيام من جديد .
8- نحاول قدر الإمكان معاملة الطفل باللين والكلام الحسن إن كان صائما ، ونتحمل ما يصدر منه من تصرفات لا تعجبنا ، حتى لا نجعل الصيام أمراً غير محبب للطفل ؛ وبالتالي فإنه ينفر منه ويرغب عنه .
9- ترغيب الأم وبشكل مستمر للطفل على الصيام وتقديم الأشياء المحببة إليه عند الإفطار كالحلويات والمأكولات التي يرغب بها ، مع ذكر الثواب الذي سيحصل عليه من الله والفوز بجنته ومحبته وغير ذلك ، فالكلام الجميل من الأم يدعم نفسية الطفل بشكل غير متوقع ، فالطفل يرتاح لكلام أمه ويعتبرها أغلى ما عنده .
10- عدم السماح للطفل بترك السحور إن رغب بالصيام حتى لا يشعر بالجوع خلال ساعات صومه مهما قلت أو كثرت ، مع الطلب منه النوم في النهار حتى لا يشعر بالتعب إن رغب في الصيام يوماً كاملاً .
بهذه الأمور أو بغيرها نستطيع أن نسمح للفرحة بالدخول لقلب الطفل ومشاركة الوالدين بالصيام والشعور بحلاوة شهر رمضان الكريم وجمال نظامه ، و بالمقابل فإننا نخلص من قضية عدم رغبة الطفل بالصيام عند الكبر بحجة أنه غير قادر على الصيام ولا يتحمل الجوع والعطش - أو يخاف من كلمة صيام ربما - .
فنفس الطفل لا بد لها من ترويض و تدريب وتعليم من الصغر ، وحري بنا أن لا نجعل من حناننا وعطفنا وشفقتنا على الأطفال حاجزاً من إعطائهم فرصة للتدريب في الصغر ، طالما أنهم مطالبون بها عند الكبر .
كانت هذه خلاصة ما أردنا ذكره في مقالتنا ، نسأل الله أن يلهمنا الصواب بالأقوال والأفعال ، ويحفظ علينا وعليكم أطفالنا ويحميهم من كل سوء .
*-*---------------****---------------*-*






تعليقات
إرسال تعليق