وهكذا كانت .... هديتي لأمي .
السلام عليكم .
كان شاباً وسيماً ، مؤدباً ومتزناً ، حبه لأمه ملأ قلبه ، وأسعد حياته ، وأهنأ باله .
يقول الشاب :
ذات يوم فكرت أن أقدم لأمي هدية ، تعبيراً عن مشاعري تجاهها ، هدية تناسب مكانة الأم ، فنظرت يميناً وشمالاً فلم أجد الهدية التي تفي بالغرض :فربما لن تعجب أمي ، أو لا تناسبها .
والهدية كسائر الأشياء لها فترة حياة ثم تموت ، وذلك بسبب الاستخدام ، أو الملل منها ، أو توقف صلاحيتها .
فكرت طويلاً ........ واستعنت بالله كثيراً ...... ثم راقت لي هدية جميلة أقدمها لأمي ، تبقى معها مدى الحياة ، وحتى بعد الممات .
فعرضت على امي ( مشروعي الصغير ، قدر إمكانيتي المحدودة ) وطلبت منها أن تقبله هدية مني .
كان المشروع ينقسم إلى قسمين :
- قسم يخدم الفقراء والمحتاجين ، يكون صدقة جارية لأمي ، يصل إليها الثواب في الحياة وبعد الممات .
- والقسم الآخر تديره أمي حسب المؤهلات العلمية التي لديها ، ويعود عليها بالمال الوفير .
ويوماً بعد يوم كنت أرى نجاح خطتي ، ونجاح مشروع أمي ، كنت أقرأ في عينيها السعادة فأزداد سعادة ، وكل ما رأيت البسمة على شفتيها أحمد الله أن وفقني لإسعادها .
كانت تدعو لي في السر والعلن ، بكفين طاهرين ، وأبت إلا أن أشاركها الثواب ، فاتفقنا أن يكون المشروع بقسمه الأول صدقة جارية لي ولها ، ثم أهدتني من الأرباح التي أكرمنا الله بها ، فعاد الخير علي أضعافاً مضاعفة .
كنت أحمد الله أن هداني للصواب ، وأكرمني بما هو خير ، وهكذا كانت هديتي لأمي .
انتهت القصة ( من مذكرات شاب ) .
قرأناها فأحببناها وأحببنا أن نشارككم إياها لنستفيد من أفكار غيرنا ، فالنصيحة والتجربة وتبادل الخبرات شعارنا ، وهدفنا .
رزقنا الله وإياكم بر والدينا ، وأدامهم علينا ووفقنا وإياكم لكل خير / نصيحة كوم .
*-*---------------****---------------*-*
تعليقات
إرسال تعليق